معجزات ديسمبر

تزداد الأيام طولا وأنا ازداد اضمحلالا أفتقد البكاء وأصدقائي والمدينة الباردة وأمي التي تغلفني بحرارة جسدها عندما أكون تائهة بشكل ما وفاقدة للسيطرة ..
أشتاق إلى ذاتي القديمة تلك التي دفنتها بجوار منزلنا القديم تحت عجلات السيارة الميتة.

كنت أبكي من فرط البكاء والآن لا أعلم كيف لإنسان أن يعيش بدون أن يشعر، أو أن هذا شعور في حد ذاته! إني لا أعرف إلى أين تودي بي الحياة وإلى أي طريق ستوصلني لكني موقنة بأني أسقط في هوة سحيقة ولا أصل للقاع أبدا أذرعي تحترق وتتلاشى أمامي وقدماي لا تقدر على الحراك وأنا بلا أدنى حول أو قوة .. كيف أنجو من روح فاسدة باعتني لأبناء الجحيم؟ أتظاهر تحت أنظارهم أني لم أهزم ولن يستطيعوا إلي سبيلا .. لكني قد هزمت منذ زمن غابر وما بقي مني إلا أشلاء أحاول أن أداري سوءتها وأخاف أن أفشل، أخشى أن يفتضح أمر عري هذا فلا أقدر بعدها على مجاراتهم في هذه اللعبة الدنيئة .. إني أختنق بأنفاسي!

أني أساعدهم في موضوع إنهاكي والقضاء علي وأعينهم ضدي كيف لبشري أن يقف مع العالم في مواجهة عظيمة لنفسه؟ حملت في ديسمبر ألف أمنية أطلقتها نحو السماء وأنتهى ديسمبر دون معجزات تنتشل هذا العظم  الواهن وبدأ عام جديد أنتظر فيه ديسمبر آخر ومعجزة تحقق المعجزات ..