ابنة الأرض، حبيبة المطر.




من قال أن الموت نهاية الأشياء؟ ‏أريد الموت لأنني ابنة الأرض، من هذه الأرض جئت وإليها أعود. لفظتني هذه الأم في أخر يوم ديسمبري قالت لي أنني سأكون دائما حليفة النهايات وكارهة البدايات وعاشقة تخريب العلاقات لأني للأسف غير صالحة للحب. أرسلت نظراتي إليها بسؤال يتأجج من عيني دون أن أنطق -لماذا؟ جاء الجواب بصوت لا يَسمعهُ سواي -أنتِ يا ابنتي ذات عنق قصيرة لا تحب الالتفات إلى أي شيء. لديك عينين جميلتين لكنك تتمنين لها الظلام. تملكين سمعا مرهفا رائع تودين لو يصمت أو يصمتون. حياتك ليست بالبؤس الذي تدّعين لكنك برغم كل شيء لازلت تتحسرين. وددتك يا ابنتي مثلي اُخرجُ ابنائي مني فاصلتهم عن روحي ثم انتظر أن يعودوا ليتعلقوا بي للأبد عائدين لطبيعتهم الأصلية باذرين قلوبهم مادين جذورهم نحو قلبي ليدفئ أرواحهم. لطالما كُنتِ الأحب إلى قلبي لكنك أشدهم جفاء ونكاية بي. ربما يعاقبني الله بكِ يا ابنة الغياب وحبيبة المطر. مذ أخرجتك لهذا العالم وأنتِ صامدة في وجهي لا تنبسين ببنت شفة. أيا ابنتي لا يحق لي الصراخ بك فأنا من تركك ترحلين، أنتِ الأن ذات العشرين مازال الوقت طويلا لتنضج أزهارك لكنك تستعجلين.
 
أردت البكاء أردت الهرب لكن ما زلت لن أعود إلى موطني حيث حضن أمي. أمسكت بطائر مر في لحظة خاطئة  لم يكن ذنبي لكن لأموت وأعود عليه أن يرحل. ملأت جناحيه برسالاتي ثم دفنته لم أشفق على تلك العينين كل ما أردته هو العودة. انتظرت، صليت أن تصل رسالاتي فيحن قلب أمي فتبعث لي بخطاطيف تسحبني. أُخرج الطائر بذات اليدين اللتين دفنتَاه نظر إلي بنفس العينين، لم يغلقها ربما خشي الظلام أو الوحدة لا أعلم ولا أهتم. مسحت رأسه احتضنته غاص بي أمسينا واحدا نما لي جناحان حلقت عاليا. سمعت أمي تنادي تمنيت لو أنطق لكني نذرت.
 
وصلت إلى السماء قبلني أبي قال لي افعلي ما شئتِ التحفي الظلام وتوسدي قلبي لكن لا تتأملي الكثير مني فقعري مظلم وظاهري مظلم لستُ كوالدتكِ أملك حياة على سطحي وأخرى بباطني
سخطي لأصبح شجرة تفاح لم يثمر.. لا بأس سأصبح نجمة باهتة في إحدى هذه الزوايا المظلمة. رحلت.

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

معجزات ديسمبر

لوحة الخذلان