سندريلا تبحث عن حذاء!
مساء الخير أيها العالم السفلي
والعلوي!
استيقظت قبل قليل كنت أحلم بإنانا
تخبرني أني قد أطلت المكوث في هذا العالم العلوي ويجب علي الرجوع إلى حيث أنتمي!
إنها لا تعلم أن هذه الحياة تخنقني وتحبس عني الهواء لكنها لا تقتلني أبدا فقط
توصلني للحد الذي أصدق فيه أني عائدة ثم تقتلعني من عمق ذلك الإحساس بالراحة! لا
تستطيع الحياة طمأنتي أبدا إنها تكرهني ولست ألومها فمن لا يفعل؟ حتى أنا صاحبة هذا
الجسد العفن المليء بالنتوءات أكرهني بل إني حاولت التخلص منه بضع مرات لكن كل
المحاولات تفشل لسبب لا اعلمه!
إني أستمر في لعب دور السندريلا بلا
توقف لكن الفرق بيننا أني لا أملك حذاء لأقابل الأمير به فينقذني من هذا الجحيم
العلوي. تستفزني أمي -التي أقول آسفة أنها لم تكن أبدا زوجة أبي!- بالقول أني
قبيحة وأني أزيد هذا العالم قتما على ما هو عليه بل وأني أسلب منها كل الجمال الذي
تحاول أن تخفيه عني ليجدها نور السعادة! ويقول أبي دائما عندما يغضب منها أني ورثت
قبحي هذا منها وأني لن أتزوج أبدا وسأظل جاثمة فوق صدره .. وكأني أريد أن أبقى!
سمعتهما يحكيان عن المرة التي حاولا التخلص فيها
مني وأكملا القصة يضحكان وكما لو أنه موقف مضحك عابر لا يتعلق بإنسانة يقال أنها
تنتمي إليهما! لست أعلم الذنب الذي اقترفته يداي فأنا لم أخلق نفسي أو أقرر أن آتي
إلى هذا العالم بهذا الشكل! خرجت بلا إرادة مني قذف بي إلى هذه الحياة وسط عالم
مخز لا يفكر أحد فيه بشخص سواه .. إني قد قررت مئات المرات أن تكون كتاباتي رسائل
نهائية تفصل بيني وبين الموت وتكون تذكرتي للجوء إلى العالم الآخر ولكني كما قد
قلت أفشل لسبب ما..
الصمت الذي يتسرب إلى داخل صومعتي
يصم أذني بل ويدميها والخوف الذي بات معلقا قلادة فوق عنقي يشد عليه كلما حاولت أن
أفكر بشيء يسعدني.
بحثت عن حذاء السندريلا المنقذ دعوت كثيرا أن
تُسقط السماء أحذية أو تجلبه لي الطيور الزرقاء أو يرسله أحد ما عن طريق الخطأ
إلي! يستمر تضرعي للإله لكي ينقذني ويرسل لي ملكا ينزلني من أعلى البرج هذا ولا
بأس إن هو أسقطني وتسبب في موتي!
كل هؤلاء الناس الذين وجدوا
وسيوجدون لا يعلمون أن بشرية بمثل قبحي موجودة وأن لها اسما وعائلة وأنفاسا ليس
عليها بها من سلطان.. إني أقف أعلى البرج -مكان يقال أنه منزلي- أصرخ ولا يسمع لي
صوت شيء ما أستطاع أن يخترقني ويقبض على صوتي ويحبسه داخل صندوق لعين لم أتمكن من
إيجاده لأحرره! تضربني أمي إذا غضبت لأني لا أرد عليها وتقول سواء كانت غاضبة أم
لا -يعاقبني الله بكِ يسخر أوجاعكِ ليزيد بلائي حلمت دوما بطفلة تأتي بالنور معها
لهذه الدنيا وما جلبتي لي إلا السواد .. لينزع الله روحك ويستردها ما انتفعت بك
يوما في شيء!
لو أن الكلمات تنبعث من داخلي
وتترتب لترد عليها أن ما لي خيار ولو كان لي ما أخترتك أبدا لا أما ولا حتى امرأة
أعبر بجانبها على الرصيف ولا يحق لك أن تقولي أني عقاب إلهي لك بل أنت العقاب الذي
أنزل بي قبل حتى أن أذنب!
ليس قرارك أن تولد قبيحا وليس
اختيارك أن تولد بدون حذاء بل بقاءك على وجه هذه الأرض!