الصبية الذين اشتروا الموت.
الصبية الذين اشتروا الموت
لا يهم كم صدقوا بالحياة وآمنوا، إلا أن الموت كان يجبرهم على الإيمان به أكثر.. مهما تجملت الحياة لأجلهم لم تكن تصل للمستوى المطلوب أبدا.
عاث الخوف بقلوبهم فزعًا، وأرعبتهم فكرة النجاة والعودة إلى الوطن دون أن يحملوا معهم شيئا من الموت أو الموت نفسه.
فقدوا ما فقدوا إلا أنهم بالرغم من كل شيء وبالرغم عن كل شيء، راحوا يبحثون عنه ويتنازلون للمثول أمامه.. أرادوا الرحيل لم يعلموا أن ضريبة الرحيل هي الحياة.. فاتهم ذلك.
تركوا كل شيء مغلف بالصمت غارق في الضياع مفقود المعنى كما لم يكن.
انتظروا الليل إلى أن جاء أخيرا ظنوا أنه محمل بالوهج المنتظر باعوا عليه كل أرغفة الخبز المتهدلة وأشتروا ما ظنوا أنه الموت..
لكن الموت لا يُشترى
لم يعلموا ذلك
تاه الصبية في العدم
لا هم الذين عاشوا
ولا هم الذين فقدوا
لم يعرفوا
وبقسوة عرفوا
ولأن الأشياء التي تريدها بشدة لا تريدك
تاه الصبية في العدم.