لوحة الخذلان
يخرج من عينه شرر محمل بالموت والذعر، ينظر إليها ولا يعود يراها، تخترقها عيناه ولا يستطيع كبح جماح غضبه؛ يود أن ينقض عليها ويفتك روحها ويغتال جسدها.. يتركها تذهب، أم يذهب هو؟ يفتح باب الغرفة بهدوء ويطالبها بالرحيل، تركض للخارج مذعورة تتصب عرقًا ومخاطًا، تشهق كل الهواء وتزفره دون أن يلامس رئتها، تخور قواها أمام باب الشقة وتحاول أن تصل للمقبض. تفوح منها رائحة الخوف والقيء. تخذلها قدمها، وتتخلى عنها يدها. تستند للباب خلفها وهي تنظر إليه وقد ملء اليأس عينها. اشتغلت موسيقى الصخب والغضب في رأسها. حاولت أن تقف وتواجهه لكن تلك الأقدام اللعينة واصلت ضعفها. تنازلت مثانتها عما كانت تحمله، شاهدته يتسرب من تحتها مختلطًا بالدماء المندلقة منها. توقفت عن الصراخ والهلع. لم يعد مهمًا ما يجري. أي حياة هذه التي تناضلين من أجلها، لا مفر يا أنا لا مفر. يصل إليها بكوب فارغ من الصبر؛ ليحطمه فوق رأسها. يمسك قطعة صغيرة يلمع أطرافها بأسنانها. ويبدأ رسم لوحته على فخذها بينما يثبت جسدها الواهن باليد الأخرى. تستجمع قواها لتصل لقطعة زجاج بجانبها. تلامس خده الأيمن وتترك بعض الدماء. يبتعد ...